المادة

الفأل والاستبشار بعطاء العزيز الغفار

الفأل والاستبشار بعطاء العزيز الغفار
متفرقات ولطائف جمعها: أحمد ديبان
غرة ذي الحجة ١٤٤٠

- لا كلام قبل كلام الله ولا أعظم من كلام الله
قال الله: وإن من شيء إلا عندنا خزائنه
وقال سبحانه: وما كان عطاء ربك محظورا
وقال جلا وعلا: وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
وقال عز وجل: واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما .

- ‏هل اهتزت نفسك يومًا وأنت تقرأ عن كرم آل المهلب، وآل برمك، وأخبار معن بن زائدة، وعبد الله بن جعفر، وطلحة الطلحات ... وغيرهم من أجواد العرب؟!

- ‏أخبار هباتهم وصلاتهم لا تكاد تصدق، ولولا تواترها لظنها السامع أسطورة ما طلعت على مثلها الشمس!

- ‏هذا ظنك بكرم الخلق، فما ظنك بواهب الكرم ومعطيه، من تسمَّى بالكريم، والوهاب، والمنان، والغني، والجواد، والبر، والواسع، والحميد، والمجيد والمعطي والمحسن؟! سبحانه جل وعلا

- ‏كرم الخليقة كلها من آثار كرمه، فهو الذي أمدهم وأغناهم؟ وبيده الخزائن التي لا تنفد أبدًا؟ وَجُوده وكرمه لا غاية له ولا منتهى! سبحانه وبحمده

- ‏قل لي بربك؛ أيصح بعدها أن تمد يدك إلى غيره، أو تتطلع إلى فضلٍ سوى فضله، كيف تقف ببابٍ لا تضمن عطاءه وعائدته؟!

- ‏الخلق وما بأيديهم ملك لله وطوع سلطانه وقهره، فلا تتشوف لما بأيديهم، مُدَّ يدك لمن مَنَّ عليهم وأعطاهم.

- ‏الله أكرم وأجل وأعظم من أن يرد يدًا لم تتطلع إلى غيره، بل الظن به أن يكرمها بعطاء يفوق آمالها، فهو أكرم الأكرمين وخير الرازقين.

- ‏سؤالك -مهما عظم- عَدَمٌ أمام ملكه وكرمه، كيف وقد وعدك بالإجابة إن سألته، بل ويغضب عليك إن لم تسأل، يا له من كرمٍ يحير العقول!

- ‏إن مددت يدك إليه فلا يخطر ببالك أنه يردك، لأن سؤلك لا يُنقص ما عنده، وقد وعدك بالإجابة وهو أصدق القائلين، ومن أوفى بعهده من الله؟!
‏﴿إن ربي لسميع الدعاء﴾.

- ليكن حالنا كحال القائل
‏إذا عرضت لي في زمانيَ حاجةٌ...وقد أشكلت فيها عليَّ المقاصدُ
وقفت بباب الله وقفةَ ضارعٍ...وقلت: إلهي إنني لك قاصدُ
ولست تراني واقفاً عند باب مَنْ...يقول فتاهُ: سيدي اليومَ راقدُ.

- مهما ضاق حالك ثق أن بعد الضيق سعة وأن بعد الكرب فرجا وصدق القائل:
أيهـا المـوجــوعُ صـبـرًا*إنَّ بعد الصـبـر بـشـرى
أيهـا البـــاكـي بِـلَـيــلٍ*سوف يأتـي النور فجرا
أيهـا المكسـورُ قل لـي:*هـل يـديـم الله كســـرا؟!
يـا عـزيـز القلـب مـهـلاً إنَّ بـعـد العســرِ يـسـرا

- ففِيمَ حُزنُك؟! واللهُ يُدبِّر لك!
قال ابن الجوزي عليه رحمة الله: تدبير الحقِّ عز وجل لك خيرٌ من تدبيرك، وقد يمنعك ما تهوى ابتلاءً، ليبلوَ صبرك، فأرِهِ الصبر الجميل، ترَ عن قربٍ ما يسر. ومتى نظّفت طرق الإجابة عن أدرانِ الذنوب، وصبرت على ما يقضيه لك، فكل ما يجري أصلح لك، عطاءً كان أو منعًا.

- ‏إن رأيت أنك لست أهلًا للإجابة فإنه أهلٌ للعطاء!
منك ما يليق بنقصك، ومنه ما يليق بكرمه!

اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك
اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.


التعليقات : 0 تعليق

« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
9 + 8 =
أدخل الناتج

9 + 8 =

/500

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، واجعل معونتك الحسنى لنا سندا، ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا فالعبد يعجز عن إصلاح ما فسدا ، ثبتني الله وإياكم على طاعته ومراضيه ، وجنبنا مساخطه ومناهيه ، وجعل مستقبل أيامنا خيرا من ماضيه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه